الحصار يقود أيتام غزة لمرمى الخطر

الحصار يقود أيتام غزة لمرمى الخطر

غزة – نور الدين صالح

لم يترك الحصار الإسرائيلي الذي يضرب قطاع غزة منذ أحد عشر عامًا بابًا إلا وقد طرقه، للنيل منه والتأثير في خدماته، والتي وصل حدها إلى أشد فئات المجتمع عوزًا وهم الأيتام الذين لا مأوى لهم.

مراسل صحيفة “فلسطين” زار معهد الأمل المختص برعاية الأيتام وسط مدينة غزة، وهو الأول على مستوى القطاع في هذا المجال، للاطلاع على أوضاع الأيتام والخدمات المقدمة لهذه الفئة المهمشة من المجتمع.

الطفل محمد شهوان في الرابعة عشرة من عمره، أحد الأطفال الأيتام الذين قابلهم المراسل، حيث يقطن في المعهد منذ 3 أعوام، بعد وفاة والده عام 2014، إثر إصابته بمرض القلب، وفق ما روى الطفل.

ويوضح شهوان أنه لجأ إلى معهد الأمل، نتيجة سوء الأوضاع الاقتصادية التي تعاني منه والدته بعد رحيل والده، مشيرًا إلى وجود اثنين من إخوانه أيضًا في المعهد، وأربعة آخرين عند أمه.

وبحسب الطفل، فإن المعهد يوفر لهم كل الخدمات اللازمة من تعليم وصحة وغيرها، إضافة إلى صقل وتنمية مواهبه، لا سيما أنه يتقن فن “المسرح”.

لكن هذا الطفل لم يعلم أن حياتهم باتت مهددة بالخطر نتيجة نقص الأموال المقدمة إلى المعهد نتيجة الحصار الإسرائيلي ، وهنا يدق إياد المصري المدير التنفيذي لمعهد الأمل للأيتام، ناقوس الخطر جراء استمرار الحصار الإسرائيلي.

 

وأكد المصري لـ”فلسطين”، أن الظروف الصعبة التي يعيشها القطاع أثرت سلبًا في الخدمات المقدمة لهذه الفئة من المجتمع، مشيرًا إلى أن المعهد لم يعد قادرًا على الإيفاء بكل المستلزمات اللازمة.

وأوضح أن مؤسسته غير حكومية وتعتمد بشكل رئيس على التبرعات والمشاريع الدولية التي تقدمها الدول المانحة، لافتًا إلى أن حجم التبرعات تقلّص بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة.

وبيّن أن مؤسسته تبذل جهودًا كبيرة من أجل فتح علاقات جديدة مع دول أجنبية أخرى، لكن دون وجود أي رد حتى اللحظة.

وحذر المدير التنفيذي من استمرار تقليص الدعم المقدم، مضيفًا: “قد يوصلنا هذا الأمر إلى تقليص أعداد الأيتام في المعهد أو تقليص كمية الخدمات المقدمة”.

وناشد المصري عبر صحيفة “فلسطين”، المؤسسات الخيرية المعنية بالطفل، وأهل الخير، بتقديم الدعم اللازمة لمؤسسات الأيتام في القطاع.