مهرجان الأجداد والتراث بغزة… جرعات فلكلورية للأطفال

مهرجان الأجداد والتراث بغزة… جرعات فلكلورية للأطفال

أمسكت الأم أمل العمصي والأب فادي العمصي بيدي طفلتيهما غزل ودلع، وقد لبسن الزي التراثي الفلسطيني خلال مهرجان “الأجداد والتراث” والذي نظمه معهد الأمل للأيتام، اليوم الخميس، وسط مدينة غزة.

وشارك في المهرجان الذي تخللته مجموعة من الزوايا والتراثية الفلسطينية، أطفال روضة يا هلا التابعة للمعهد، وذووهم، وقد طافوا بين زوايا المعارض على وقع الأغاني الفلسطينية التراثية والفقرات الفلكلورية.

تقول الأم أمل لـ”العربي الجديد”، وهي من مدينة الرملة المحتلة عام 1948، إنها شاركت طفلتيها في لبس الزي تأكيداً على أهمية التمسك بالتراث والحفاظ عليه.

وتوضح أن تلك المعارض تفيد الأطفال في معرفة تفاصيل تراثهم. ويوافقها في الرأي زوجها فادي، والذي يشير إلى أنّ “ابنتي تعرفتا على التراث على أرض الواقع، إذ شاهدتا طريقة خبز الصاج، والمسفن، والفلافل، كذلك المعجنات، إلى جانب رؤيتهما ، والفقرات الفلكلورية”. وأجابت الطفلتان غزل ودلع العمصي على سؤال عن سبب مشاركتهما في المهرجان بأنه جميل ويشعرهما بالسعادة، وخاصة أنهما ترتديان الزي الفلسطيني الذي يشعرهما بالتميز، لجماله وجمال ألوانه.

واحتوى المعرض على مختلف الزوايا التراثية، إذ ضم ركن الصاج، ركن الفلافل، ركن الخروب والمشروبات، ركن المسليات والفول النابت والترمس، ركن الخبز والمعجنات والمسفن، ركن الحلويات بأنواعها، ركن المأكولات الفلسطينية، ركن حكايا جدتي، ركن التطريز، إلى جانب بيت الشعر البدوي. بينما ضمت الأنشطة التي تم تقديمها خلال المهرجان مجموعة فقرات للدبكة الشعبية الفلسطينية، وفقرات ا، علاوة على عرض أزياء للأطفال، قدموا خلاله الأزياء التراثية الفلسطينية الخاصة بالبلدات الفلسطينية المحتلة.

وتقول المشاركة نسرين داود، والدة الطفلة جوري داود، إنها اصطحبت طفلتها لمشاهدة الاستعراضات الفلكلورية والزوايا التراثية، بهدف غرس حب التراث والأرض في قلب طفلتها منذ الصغر.

وتوضح أن أهمية مثل هذه الأنشطة نابعة من ضرورة المحافظة على التراث على الرغم من تقادم الزمن، أما طفلتها جوري، والتي ارتدت فستاناً ملوناً بألوان العلم الفلسطيني، فتشير لـ”العربي الجديد”، إلى أنها سعيدة بالمشاركة، وترغب بالمشاركة دائماً.
ولم تتوقف المشاركة على الأمهات، إذ شارك العديد من الأجداد والجدات، حيث تقول أم خليل المغربي، جدة الطفلة مريم بسيسو، إنها تشارك كل عام برفقة أحفادها وتلبسهم الزي التراثي بهدف نقل حب التراث لهم، وحثهم على الحفاظ عليه، موضحة أن مريم اندمجت مع فقرات الدبكة والفقرات الفنية. وتوافقها في الرأي الجدة نوال أبو رمضان، وهي جدة الطفلة ميرا أبو رمضان، موضحة أنها لا تزال تحافظ على المشاركة في مثل هذه المهرجانات، لأن التكرار يؤكد على أهمية مثل هذه الأنشطة، ويزيد من نسبة تجاوب الأطفال، وقد ظهر التجاوب على ملامح الطفلة ميرا، والتي ارتدت الزي التراثي الفلسطيني.
وتقول المدرسة أمل الدحدوح والتي أشرفت على ركن الصاج، إنه يدلل على التراث الوطني الفلسطيني، وقد نفذت الزاوية إلى جانب مجموعة زوايا من أجل تذكير الأمهات والأطفال بالتراث، وخاصة أن بعض العائلات لا تعرف كيفية صنعه، والبعض الآخر لا يعرف أنه فلسطيني.

من ناحيتها، تقول مديرة روضة يا هلا رويدا كساب، إنه يتم تنفيذ المهرجان للسنة السابعة على التوالي تحت عنوان “مهرجان التراث والأجداد”، بهدف ربط الأطفال بماضيهم وبأرضهم، وكي يستطيعوا رسم مستقبلهم. وتوضح لـ”العربي الجديد”، أن المهرجان يضم في جنباته زوايا التطريز، الحكواتي، الأغاني الشعبية، الأكلات، وكل ما يدلل على التراث الفلسطيني، من أجل تكذيب العبارة الإسرائيلية التي تقول إن “الكبار يموتون والصغار ينسون”، إذ إن صغارنا لم ينسوا بعد.